من هذا المنبر أوجه هذه الرسالة وهي مغلفة بالحب والتقدير لهذا الانسان الرائع الذي لم أعرف قيمة ما بذله الا عندما بلغت سن الرشد ، فعذرا المراهقة افكارها" جهنية "، الرسالة موجهة للرجل الذي ضحى بكل شيء من اجل "سعادتنا ،" وانا في سن المراهقة كلما شهدت شخصا ميسورا يمر من جواري بسيارة راقية العن الظروف وابدأ في تريد هذه العبارة ( تفوا الواليد هو السبب باش موليناش اغنياء ، فين كان منين كانت الناس تدير الل
عاقة !!!).

كنت اعاتبه في نفسي دائما واحمله الاسباب كوننا " فقراء " كما يبدو لي من نظرتي" السطحية" للاشياء ،ولكن بعد ان وصلت لسن الرشد وعشت العديد من التجارب ، تعلمت الدروس التي لقنتني اياها " الظروف "مشكورة ، كبرت فاكتشفت ان هذا البطل المغوار ""(أبي ) ""يجب ان ارفع له القبعة وان احييه على نضاله ورجولته ،اقارن بينه وبيني الان . هو تزوج ابن 21 سنة وانشا عائلة ، في سن 22 سنه اشترى منزلا نقطن فيه للان ، في سن 35 سنه اشترى سيارة مرسيديس رائعة ، في سن الاربعين اصبحنا 9 انفس ، يتكفل بينا جميعا وفر لنا كل الاساسيات ،في طفولتنا لم اتذكر انني طلبت شيئا ولم احصل عليه ،الحمد لله بفضل تربيته اخلاقنا حسنة بشهادة الناس وليس بشهادتي .(ملتزم ومتدين ومصدر رزقه" الحلال" )

اما انا ، في سن 21 سنه "شمكار" يجوب" الازقة "بحثا عن مغامرة جديدة من "مدينة الى مدينة" بدون اي وجهة محددة .في سن 23 سنة السهر خارج البيت مع الاصدقاء والعودة للمنزل للبحث عن الطعام الذي اجده متوفرا "اكل وانام" ،في سن 24 سنه الطيش والتفكير في اوربا ومعانقة "الجنس الاشقر" ،كل السبل للحصول على فتاة شقراء قمت بها من شات والهجرة السرية "كحراك "، وعندما اصل للمعقول "'الزواج ) اتهرب واتردد ، في سن 28 سنه لا ازال تائها لا اعرف ساسي من راسي .

في سن التلاثين متسكع في الفايس بووك كما تلاحظون ، فتبا لي وتبا للعقلية التي جعلتني يوما انتقد الرجل العظيم (أبي ) الذي وفر لنا كل شيء في وقت كان الحصول فيه على بعض الدريهمات امرا ليس بالهين ، هو فعل كل ما يستطيع بينما انا لوحدي فقط تائه ولم استطيع حتى قيادة نفسي وتحمل اعبائي" الخاصة "، مثلي مثلكم جميعا ويمكن نختلف في بعض الاشياء ولكن لن يتجادل عاقلان ان ابائنا كانوا رجالا اشداء اقوياء يجب ان نرفع لهم القبعة انهم باختصار عظماء فعلوا كل شيء من لاشيء فتحياتنا لمن كان سبب وجودنا في الحياة ، فاللهم ارحم والدينا واغفر لهما كما ربياني صغيرا .